مجرد لغة

الزمن ٢٠٠٩

المكان : الجامعه الاميركية في بيروت

الاشخاص: بعض طلاب الهندسة المعمارية من حلب مبتعثون لورشة عمل عالمية هناك

جمعتنا الدكتورة فاتنه لتطمئن على امورنا في هذه البعثه الصغيرة و رأت في عيوننا و كلامنا خوفاً و تراجعاً للمشاركة و الحوار في جلسات المؤتمر بسبب لغتنا الانكليزيه التي لا تقارن بحال بلغة اقراننا هناك – من الطلاب اللبنانين و الالمان وًالبريطانيين.. بطبيعة الحال هم يدرسون بالانكليزيه و اغلبهم اتقنها منذ الصغر بينما نحن بحكم طبيعة الدراسه في بلدنا كل تطورنا في اللغه هي اجتهادات شخصيه وًلم تتعرض للممارسه من قبل اطلاقاً…

قالت لنا بكل وضوح:

لا تخجلوا من لغتكم.. انا تعلمت و تخرجت باللغه الالمانيه و انا اتقنها

ولكن المؤتمر بالانكليزي و انا سوف القي محاضرتي عن مدينة حلب القديمة بكل فخر و بلا وجل..

لكنتي ليست اصليه ولكن هذا انا و اريدكم ان تكونوا انفسكم وًتمثلوا جامعتنا بكل فخر و بلا خجل من لغتكم او لكنتكم.. انها لغتكم الثانيه و انتم في العلم و الهندسة بارعون.. فلا تخجلوا ابداً

العلم اعمق من اللغه و المحاولة و الخطأ امر طبيعي

مر المؤتمر بسلام و قد تكون كلماتها اثرت في حينها

و لكن اليوم بعد مرور عشر سنين على هذا الموقف و بعد مروري بعشرات المواقف و التحديات مازلت اذكره

لان الرساله التي كانت فيه كانت عميقه وواضحة جداً.. و لان ظروف السفر التي مررنا بها عرضتنا جميعاً لموضوع اللغه هذا.. بل اللغات…

كم احترم وضوحها معنا وًتشجيعها لنا .. و كم افهم اليوم هذا الكلام لاني اتعرض لكثير من الحالات من خريجي المدارس الاجنبيه المتقنين للغه و لكن العلم و الاخلاق لديهم صفر

اللغة وسيلة

اللغة مهارة

اللغة تدريب

و لكنها منفصلة انفصال تام عن مستوى اتقانك لعملك و مستوى ثقتك بنفسك

كم احب و اقدر من يعطينا دروس حياة مختصرة في وقت قصير وواضح و يبقى معك طول العمر

شكرا دكتورة فاتنه على كونك انسانه عظيمة وجريئة ومعلمة لا تُنسى!

Leave a comment